5 مفاهيم خاطئة عن الشحن البحري وتأثيرها على تجارتك الدولية

5 مفاهيم خاطئة عن الشحن البحري وتأثيرها على تجارتك الدولية

الشحن البحري هو العمود الفقري للتجارة العالمية، حيث يتم نقل أكثر من 80% من البضائع عبر المحيطات. ومع ذلك، هناك العديد من المعلومات الخاطئة التي تنتشر بين المستوردين والمصدرين، والتي قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة وتكبد خسائر غير متوقعة. في هذا المقال، سنتناول خمسة مفاهيم خاطئة عن الشحن البحري، ونوضح الحقائق التي يجب على كل تاجر ومستورد أن يعرفها لضمان تجربة استيراد وتصدير ناجحة.





1. الشحن البحري دائمًا أرخص من الشحن الجوي

يُعتبر الشحن البحري أحد أكثر الطرق الاقتصادية لنقل البضائع، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه الخيار الأرخص دائمًا. تعتمد التكلفة الفعلية على عدة عوامل مثل حجم الشحنة، وزنها، المسافة بين الموانئ، ورسوم الموانئ والتخليص الجمركي.

على سبيل المثال، إذا كنت تستورد كمية صغيرة من المنتجات، فقد يكون الشحن الجوي أكثر كفاءة من حيث التكلفة نظرًا لأن الرسوم الإضافية مثل التخزين والمناولة في الموانئ البحرية قد تجعل الشحن البحري مكلفًا بشكل غير متوقع. علاوة على ذلك، عند شحن المنتجات الحساسة للوقت، قد يكون فارق التكلفة بين الشحن البحري والجوي مبررًا من حيث سرعة الوصول وتقليل المخاطر المرتبطة بتأخير الشحن البحري.

ما يجب معرفته:


• الشحن البحري يكون أكثر اقتصادية للشحنات الكبيرة التي تملأ حاوية كاملة (FCL).

• الشحن الجوي يكون أكثر كفاءة للشحنات الصغيرة والعاجلة.

• رسوم الموانئ والتخزين يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع التكاليف بشكل غير متوقع.


2. جميع شحنات الشحن البحري تصل في موعدها المحدد

أحد أكثر المفاهيم الخاطئة انتشارًا هو أن الشحن البحري يلتزم دائمًا بالمواعيد المحددة. الواقع هو أن هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى تأخيرات في وصول الشحنة، مثل:


ازدحام الموانئ: الموانئ الكبرى قد تعاني من ازدحام كبير يؤدي إلى تأخير عمليات التفريغ والشحن.

الظروف الجوية: العواصف، الضباب الكثيف، والتيارات البحرية القوية يمكن أن تؤثر على حركة السفن وتؤدي إلى تأخيرات غير متوقعة.

الإجراءات الجمركية: في بعض الحالات، قد يتم احتجاز الشحنات لإجراء عمليات تفتيش إضافية، مما يؤخر الإفراج عنها.

مشاكل فنية في السفن: مثل الأعطال المفاجئة أو الحاجة إلى الصيانة الطارئة.

ما يجب معرفته:


• التخطيط الجيد واختيار شركات شحن ذات سمعة طيبة يساعد في تقليل احتمالية التأخير.

• من الأفضل توقع تأخيرات محتملة وعدم الاعتماد على المواعيد المحددة بنسبة 100%.

• تأمين الشحنات أمر ضروري لحماية الاستثمار في حال حدوث أي مشاكل غير متوقعة.



3. الشحن البحري لا يحتاج إلى تأمين

يعتقد بعض المستوردين أن احتمالية فقدان أو تلف البضائع أثناء الشحن البحري ضئيلة جدًا، وبالتالي لا يحتاجون إلى تأمين. لكن الحقيقة هي أن الشحن البحري يحمل العديد من المخاطر، مثل:


السرقة: بعض الموانئ تشهد عمليات سرقة للبضائع أثناء عمليات المناولة.

التلف الناتج عن الرطوبة: بعض المنتجات مثل الأجهزة الإلكترونية والمنسوجات قد تتعرض للتلف بسبب الرطوبة العالية داخل الحاويات.

الكوارث الطبيعية والحوادث: مثل غرق السفن، الحرائق، أو الاصطدامات البحرية.

بدون التأمين، قد يجد المستورد نفسه في موقف صعب في حال فقدان البضاعة أو تعرضها للتلف، حيث سيكون من الصعب استرداد أي تعويض عن الخسائر. شركات الشحن غالبًا ما تقدم تعويضات محدودة جدًا في حال حدوث تلف أو فقدان، لذلك يُفضل دائمًا الاستثمار في بوليصة تأمين مناسبة.

ما يجب معرفته:


• تكلفة التأمين على الشحن منخفضة مقارنة بالمخاطر المحتملة.

• التأمين يغطي الخسائر الناتجة عن الفقدان، التلف، أو السرقة.

• اختيار بوليصة تأمين شاملة هو استثمار ذكي لحماية أعمالك.


4. جميع شركات الشحن تقدم نفس مستوى الخدمة

الافتراض بأن جميع شركات الشحن تقدم نفس الخدمات بنفس الجودة هو مفهوم خاطئ قد يؤدي إلى تجارب استيراد غير مرضية. الحقيقة أن هناك اختلافات كبيرة في مستوى الخدمات التي تقدمها كل شركة، مثل:


جودة خدمة العملاء: بعض شركات الشحن توفر دعمًا ممتازًا وتحديثات لحالة الشحنات، بينما قد تتجاهل شركات أخرى استفسارات العملاء.

القدرة على التعامل مع التخليص الجمركي: بعض الشركات توفر خدمات متكاملة تشمل التخليص الجمركي، في حين أن شركات أخرى تترك هذه المهمة على عاتق المستورد.

إدارة المخاطر: الشركات الموثوقة توفر حلولًا لمشاكل التأخير، التلف، أو الفقدان، بينما الشركات الأقل احترافية قد تترك العميل يواجه هذه المشاكل بمفرده.

عند اختيار شركة الشحن، من المهم مراجعة تجارب العملاء السابقين، التحقق من الشهادات والتراخيص، والمقارنة بين العروض المقدمة قبل اتخاذ القرار النهائي.


ما يجب معرفته:


• ليس كل شركات الشحن توفر خدمات فحص الجودة والتخليص الجمركي.

• البحث عن شركة ذات سمعة جيدة يضمن تقليل المشاكل أثناء عملية الشحن.

• اختيار شركة توفر خدمة تتبع الشحنات يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وضمان وصول البضائع في الوقت المحدد.


5. البضائع داخل الحاوية محمية تمامًا من التلف

الافتراض بأن تعبئة البضاعة داخل الحاوية كافٍ لحمايتها من التلف هو مفهوم خاطئ شائع. الحاوية توفر بعض الحماية، ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على حالة البضائع أثناء النقل، مثل:


الرطوبة داخل الحاويات: بعض المنتجات، مثل الأقمشة والمنتجات الجلدية، قد تتأثر بالرطوبة العالية داخل الحاوية، مما يؤدي إلى العفن أو التلف.

الصدمات والاهتزازات: البضائع التي لم يتم تثبيتها جيدًا قد تتحرك أثناء النقل، مما يؤدي إلى الكسر أو التلف.

تفاوت درجات الحرارة: بعض المنتجات، مثل المواد الكيميائية أو الأغذية، قد تتطلب ظروف تخزين خاصة لضمان بقائها بحالة جيدة.

لذلك، يجب على المستوردين التأكد من استخدام مواد تغليف مناسبة، مثل الفوم، البلاستيك الفقاعي، أو الصناديق الخشبية، لضمان حماية البضائع أثناء النقل.



ما يجب معرفته:


• اختيار مواد التغليف المناسبة يقلل من خطر التلف أثناء الشحن.

• تأكد من أن الحاوية المستخدمة مناسبة لنوع البضائع المشحونة.

• بعض المنتجات تتطلب حاويات مبردة أو محكمة الإغلاق للحفاظ على جودتها.



الشحن البحري هو خيار رائع لنقل البضائع، لكنه ليس خاليًا من التحديات. الفهم الصحيح لآليات العمل، واختيار الشركات الموثوقة، والاستثمار في التأمين والتعبئة الجيدة، كلها أمور تساعد في ضمان وصول البضائع بسلام وتقليل المخاطر المحتملة.

بدلًا من الوقوع في فخ المفاهيم الخاطئة، من الأفضل أن يكون لديك معرفة كاملة بكيفية عمل الشحن البحري، وأن تتعاون مع جهات متخصصة تضمن لك استيرادًا ناجحًا دون مفاجآت غير سارة.